الاثنين، 8 أبريل 2013

احبك بصمت الاحزان


الجزء الثاني


(21)

أحبكِ

أصرُ على قولى
أنى أحبك فافهمينى
لا توجد امرأة غيركِ
بثورة نهديها تغرينى
أنتِ الحياة حبيبتى
وشفتاكِ وحدهما ترضينى
أنا الموج إلا أننى
أبحث عن شاطئ يحتوينى
أحبكِ أحبكِ يا امرأة
تقتلنى ثم تحيينى
تعصرنى بجحيم أنوثتها
وبلهيب شفتيها تكوينى
تذكرنى كل ليلة
ثم إلى النسيان ترمينى
وأنى أصرُ على قولى
أنى أحبكِ فارحمينى




(22)

أهواها وتهوى غيرى
أهواها وتهوى غيرى
وغيرى هائما بسواها
أناجيها فتحيد عنى
وكأنى ظلام ضياها
حدثنى عقلى منفعلاً
ملعون العشق وهواها
حدثنى قلبى مبتسماً
فى الغد قد يأتى سواها
أيعقل يا قلبى أن أنسى
لمسات اليد ونهداها ؟!
ودموع قتلت عصافيرى
انسكبت داخل عيناها؟!
كأجمل حبات المطر
وقبلات الجمر أخذناها؟!
تلاقت شفتانا شهوراً
وليالى الشهد قضيناها

من تعطينى رخاماً
وجها كالبدر سواها
ستبقى دوما ملهمتى
رغم خيانة ذكراها
خانت .. إنى مسامحها
فلتكشف عذراً قدماها
سنابلها .. ماتت سنابلها
وأنا الذى يوما أحياها
فاصمت يا قلبى واتركنى
علنى وحدى أنساها



(23)

إلى المرأة الوحيدة التى تستحق أن يطلق عليها لقب
امرأة اهدى قصيدتى

تجربة الحب الأخيرة

سأخوض تجربة الحب
لآخر مرة
وأجارى العشق وجنونه
لآخر مرة
وسأشرب زجاجة النبيذ
لآخر قطرة
وأبقى بجوار نهديك
لأطول فترة
فهل استرحتى الآن
يا من بعينيها
هاجرت حتى التوهان
يا أميرتى الجميلة
ما عدت فى دنيا العشق
لأجلك إلا بهلوان
هكذا صنفونى يا حبيبتى
بعدما كنت شاعراً
وخليفة الزمان

يا ليتنى حبيبة القلب
يصفو لى القدر
وأكون مغرداً كالعصافير
بين أغصان الشجر
وأهاجر مثل النورس
مع البحر
يا عمرى
يا سرى
يا قلبا من حجر
سأخوض تجربة الحب
وأصورها قصة حب عظيمة
لكن ما أخاف منه
أن تعاد الروايات القديمة
وتنتهى كالأخريات
بفراق ودموع وآلام
وتنتشر فى جميع الجرائد
كأى جريمة
وأكون من بعدكِ
شبه رجل
وتكونى من بعدى
امرأة عقيمة

(24)

ترانيم عاشق
)1(
حبيبتى سأبقى صارخاً
ولا .. لن يلجمنى السكوت
فأنا الباحث عنكِ عمراً
فى الشوارع .. فى البيوت
أقسمت إذا ما التقيتكِ
بين ضمة ذراعيكِ أموت
)2(
قودى انقلابا عشقياً
بين بغداد والقاهرة
وامنحينى وسام العشق
وكونى مأمورة آمرة
يا امرأة أراها ثورتى
وثورة العشق قاهرة

)3(
صعب حبيبتى ظمأى
فاعطنى مائكِ كى أشرب
أقسمت يمين الحب
ومن شفتيكِ لن أتعب
إنى أحبكِ فاعلمى
ومن عشقى لا مهرب
)4(
قسماً بعينيكِ حبيبتى
وفدى عينيكِ مدامعى
إنى سأبقى أبداً عاشقا
رغم آلامى ومواجعى
شكرا لحبكِ سيدتى
فحبكِ قد ألهمنى روائعى
)5(
بكِ حبيبتى استلمت العرش
فأصبحت ملكا أو قيصر
أنتِ يا أروع النساء

يا خطاً عندى لونه أحمر
اقتربى منى حبيبتى
لا لشيء إنما كى أتحضر
)6(
إعجاز حبك مولاتى
جعلنى أنتقى حروف الشعر
آه يا ربى إنى أهواها
فيا ربى الهمنى الصبر
عذرا يا ربى سامحنى
قد صارت عندى كَليلة قَدْر
)7(
أنا لست إلا عاشقا
قاد جيوش العاشقين
ورفعت رايات الصبر
والله يحب الصابرين
آن الآوان حبيبتى
أن ترتدى عقد الياسمين


(25)

تلميذة وشاعر

قابلتنى بفرحة فى عينيها
والورد الأحمر على وجنتيها
ورُمَّانتان صغيرتان ثائرتان
وأُتوجراف يرتعش بيديها
قالت: شاعرى وفتى أحلامى
اكتب هنا بعض الكلمات
اكتب يا سيدى حبا.. عشقا
فأنا أهواك حتى الممات
وأسافر دوما مع أشعارك
وأطير سعادة مع الأبيات
فشعرك سيدى هو هوائى
ومتنفسى ومطعمى وردائى
هو بحارى وسفنى وشراعى
زهورى وعطورى
بستانى وصحرائى
هو يا حبيبى وشاعرى وحلمى

يسير بأرضى ويطير بسمائى
اكتب كى أحكى لرفيقاتى
إنى قابلت رجل حياتى
سأقسم لهن سعيدة بقسمى
أنك أصبحت أجمل رواياتى
قلت لها: اهدأى صغيرتى
فما تقرأيه غيرى أنا
فأنا يا طفلتى رجل محطم
عانى من الحياة ما عانى
فكتبت إليها: «ابنتى وطفلتى
مع خالص ودى واحترامى »
فتجهمت عابسة ومزقت ما كتبته
وصرخت اغتلتَ هيامى وأحلامى
لن اقرأ لك شعرا بعد اليوم
يبدو أنه.. ما أعجبها كلامى



(26)

جبروت لبؤة

أحبكِ كما أنتِ
بجبروت لبؤة
وبضعف العصفور
أحبكِ كما أنتِ
ببأس الحديد
ونعومة البلور
يا أنثى لم تعرف أبداً
كيف العشق حتى
غاصت معى
فى عمق البحور
وشربت معى
كأس العشق
فسكرنا دون خمور
أصبحتى أنثى جميلة فاطمئنى
مذ أعطيتك راضياً
تأشيرة المرور

لولا يدايا لن تكونى
أبدًا أنثى
ولم تعرف نهداكِ
قبلى ما معنى الغرور
ولم تعرف شفاة قبلك
طعم القبلة المتوحشة
من قبل عصور وعصور
أحبك كما أنتِ
فلا تبكِ ندما إنماً
ابتسمى سيدتى
ابتسامة المنصور


(27)

أين أنتِ حبيبتى؟!

أين أنتِ حبيبتى؟!
حبيبكِ قد قتلوه
نصبوا له المشانق
وشربوا عندما شنقوه
أنا المعذب بالدنيا
جسدى كيسوع صلبوه
رأيت الشمع بأيديهم
فرحة تعلو الوجوه
أريد أن أصرخ فاسمعى
نشروا نعيى بالجرائد
نعونى بكلمات الهوى
كتبوا شعراً وقصائد
أكلوا جثتى حتى
ما نظفوا بعدى الموائد

كأنه يوم عرسى
وزعت فيه القلائد




أين أنتِ .. حبيبتى؟!

أستحلفك برب العالمين
تعالِ إلىَّ مسرعة
واحملى زهر الياسمين
كونى سنداً لفؤادى
أم تراك تهجرين
حتى أنتِ حبيبتى
فليمت القلب الحزين

(28)
 
حلم يراود فم النساء
قالوا عنى الكثير والكثير
اتهمونى أنى
رجل خطير خطير
ولم يعلموا بغبائهم
أن اتهامهم صيرنى
وسط الرجال أمير
وإنى أصبحت فى دنيا العشق
حلم يراود فم النساء
وكل نهد صغير أو كبير
ما أحلاه من اتهام جعلنى
مثل الطيور أطير
وأنى صيرت فى السماء نجم
وفى مطارحة الغرام
قمر منير
فأنا الذى أعطيت المرأة
فى هذا العصر حرية التعبير
وأنا الذى علَّمت المرأة
معنى العشق
وارتداء الحرير
حولوا أمرى إلى مجلس الأمن

ولم يستخدم حق الفيتو
إلا النساء
قلن: لا تقتلوه لا تصلبوه
بل انفوه معنا
فى معتقل الصحراء
أو إلى جزيرة نائية
يلتقى فيها الماء بالماء
ويتعانق فيها
الهواء مع الهواء
سنطوق عنقه بورود الأنوثة
ونسقيه شهداً
حتى الإعياء
ونجعله يلعن شهريار
وأبو نواس
ونجعله ملكًا عندما
تقام دولة النساء
وصدر القرار يا ساده
أُحا براً وبحراً وجواً
وتصادر جميع أشعارى
وتطفأ جميع أنوارى
وتمزق على الملأ
ثيابى وأستارى
صادروا منى حريتى

وصادروا نجوم سمائى
وذبحوا على الملأ
عفاف جوارى وإيمائى
فهل رأيتم قوة غبائهم
يتقاتل مع أشعارى وذكائى
فأنا المفضل دائماً
على جيوش الأرض
بقذائفهم بعيدة المدى
وبوارجهم وغواصاتهم
أنا المفضل دائما عند نسائى
وصدر مرسوم السلطان
على ورقة ملونة
كتب فيها «اقتلوه »
فسقطت السيوف المؤمنة
فإن اغتالونى حقا
فقد اغتالوا العصافير
والورود والياسمين والسوسنة
إن اغتالونى حقا
هدموا الكنائس والأديرة
وشنقوا المئذنة



(29)


خطيئتى الكبرى


خطيئتى الكبرى أنى شاعر
مغضوب عليه
فى دولة تحكمها النساء
وجبروت النساء
خطيئتى الكبرى أنى شاعر
لا أجيد فن النفاق
والرسائل الزرقاء
وأنى بحار لا يملك
سفينة الهوى
وتحدى الأنواء
أنا شاعر مغضوب عليه
فى الأرض
عسى أن ترحمنى السماء
خطيئتى الكبرى أنى شاعر
تاجَرَ بالياسمين
وعذب الكلمات
فى زمن البترول والدولار
والثكالى واليتامى
ودموع الأمهات

فى زمن الدرهم والدينار
كل شيء يباع ويشترى
حتى أكفان الأموات
وهدية السلطة لى
أفيون ومخدرات
خطيئتى الكبرى أنى شاعر
مولود فى القاهرة
فى كل قصيدة أكتبها
تكون حربا دائرة
وتعلن حالة الطوارئ
حتى حدود أنقرة
وتستعد البوارج وتجهز
المتفجرات فى الطائرة
بعد كل قصيدة أكتبها
أفقدت فيها الذاكرة
خطيئتى الكبرى أنى شاعر
فى رأسه تنمو
بذور الحكمة
وقلبه الثلجى النابض
بحب أوطانه
يملؤه الرحمه
ليت شعرى لمّ الوالى

يخشى شعرى
ويجعلنى حديث القمة
وهل فعلا أنا من تسبب
فى ضياع القدس
وهلاك الأمة؟!
خطيئتى الكبرى أنى شاعر
أرى بملء عيونى
هوان العرب
يحكمنا الولاة بدم بارد
فإن قتلونا
فلا تسألن عن السبب
وإن عذبونا
فقل أيضاً لا عجب
فهم كاللات والعزى
أصنام لا تشعر بالتعب
وويل لنا ثم ويل
إذا ما الوالى غضب
وويل لنا ثم ويل
إن سببنا يوماً
أبا جهلٍ
أو أخاه أبا لهب



(30)

خمسة رسائل لحبيبتى
) 1 (
أنا يا حبيبتى
الدنيا وما فيها
أنا الأشجار والعصافير
والحمام واليمام
والنسر الطائر فى أعاليها
أحببت فيك الأنثى
فكيف بالله عليكِ
كيف أرضيها
يا حبيبتى وملهمتى
لا فلسفة فى الحب
أحرقت كل كتب الفلسفة
وأشعلت النيران فيها
) 2 (
اترك شهاداتك جانبا
فلا ثقافة فى الحب

تعلو ثقافتى
ولا هامة فى العشق
تسمو لهامتى
ولسوف تبقين أبد الدهر
ملهمتى وحبيبتى
وسأبقى عاشقاً
لأجمل عينين
متذوقاً متصوفاً
لشهد الشفتين
فأحبينى كى تغرد الطيور
أحبينى كى تتفتح الزهور
وتحيا الأسماك خارج البحور
) 3 (
سأقول بأعلى صوت
تسعى يا قلبى لحتفك
غادة الكاميليا ما عادت
تهوى سوى قتلك
تعذبك برقة صوتها
وتبتسم لنزيف عينك

) 4 (
يا حدائق بابلية
يا نخلة عراقية
وسجادة فارسية
وبرتقالة يافوية
يا طاهرة كما المجدلية
أحبكِ جداً
يا امرأة عصرية
) 5 (
أنا لا أناقش فيكِ حواء
أو أناقش امرأة
أتعبها الكبرياء
أو قلباً من صخر
يقطن الصحراء
إنما أناقش فيكِ ضميراً
إن كنتِ تعلمين
ما الضمير وما الوفاء


(31)

دعينى

دعينى أنتظر ساعة أخرى
لا تأتين فى موعدى
كى أشتاق إليكِ أكثر
وأحتار أكثر
وأتخيل أنى سأشرب
من نهر الكوثر
وأسأل نفسى ألف مرة
هل تأتى للقائى
ذات الشَّعْر الأشقر
من تحمل فى عينيها
سحر المشرق
وعلى وجنتيها
خجل الورد الأحمر
تأخرى ساعة أو ساعتين
ارتدى واخلعى

آلاف المرات
يا ذات الوجه الأنور
وأمام المرآة تزينى
بالياسمين والزعتر
يا امرأة ليس بسحرها
أو يدانى جمالها
كل نساء بنى الأصفر



دموع شاعر
(31)

دموعى دموع إنسان
تائه حزين حيران
فى الدنيا ما له مكان
عاشق جفاه النوم
وقلبى عليه اللوم
وحكاية كان يا ما كان
صرخة فيها عذاب
تملأ ألفَ كتاب
والعشق ما له أمان
يا قلبى أنا مشتاق
وحزنى ما له فراق
وفرحى له أحزان
قلبى إليكِ يميل
فكل ما فيكِ جميل
يا وردة بين أغصان

أيام ورا أيام
(32)

أكتب أحلى كلام
فى الحب والأوطان
لكن قسوة نبض
ترفض تروى الأرض
وأموت أنا عطشان
الآه يا ناس الآه
يامين يوصلنى معاه
ونصير سوى خلان


(33)

ذات الرداء الأحمر


ذات الرداء الأحمر
يا أحلى من قطعة سكر
عيناك سحر المشرق
كل ما فيك أخضر
نهداكِ ثمر الرُمَّان
وكتفك العارى كالعنبر
أأصوم عن شفتيك؟!
كيف أصوم ولا أفطر
أسكرنى سحر عينيك
بلا خمر أو منكر
سأقول أحبك مولاتى
سأصرخ بالعشق ولن أحذر
وأجوب بلاداً وبلاداً
أشدو باسمكِ بل أكثر
ترجونى صبراً فى حبى
أبداً ملهمتى لن أصبر
كريز شفتيك يأمرنى
ويدعونى جسدٌ من مرمر



(34)

رجل شرقى


قالت: أيا عاشقى
أوسمنى بصدرك
وشم حب أبدى
اجعلنى فى شعرك
عطر حرفك
بين الزهر الندىّ
اجعلنى خاتما بإصبعك
حركنى كيف تريد
ووقتما تريد
فقد أرسلتك السماء
إلى قلبى نبىّ
وإنى لأعشق فيك
رجولة طاغية
وكأنك فرس عربى
تصول وتجول بخارطتى
فتجعل الرُمانتين
كشراع ورقىّ
وأنا مسافرة معك
حتى حدود العشق

فخذ كل ما لدىّ
يا من تغار
من النسيم إذا
داعب شعرى
تغار منى علىّ
تغار من شفتى على شفتى ومن عينىّ
على عينىّ
ومن تناسق خصرى
على خصرى
ومن شدو العصافير
إذا سمعت شدوها
يوما أذنىّ
تغار من أشعة الشمس
إذا ما وصل دفئها
حتى نهدىّ
إنى أحبك
وأحب غيرتك
يا أيها الرجل الشرقىّ



(35)

أحبكِ رغمًا عنكِ

أحبكِ رغ عنكِ
وأنتِ تعلمين
لا قدرة لى على هجركِ
وأنتِ تقدرين
لو لامس الحب قلبكِ
ما قتلتى العصافير
واليمام والحمام
ما قلتِ ما تقولين
وما فعلتِ ما تفعلين
فاخبرينى سيدتى
هل أنتِ مثلى
من ماء وطين؟
قد تفوقى خيالى
جمالاً وأنوثة
ما الذى بعد تطلبين
أنا وأنتِ قدر
من المحال سيدتى
أن ترحلين

أحبك رغمن عنكِ
رغم الريح والعواصف
رغم الأحزان
ألا تذكرين حبيبتى
رحلاتنا الصيفية
متحف اللوفر
تمثال أبى الهول
جبال لبنان
من تلك التى همست
بأذنك خان
إن خنتك حبيبتى
فليتوقف نبض قلبى
وتتوقف العصافير
عن الطيران
لو خنتك لجفت
الينابيع والأنهار
وخرجت الشمس عن مدارها
وكفت الأرض عن الدوران
أحبك رغ عنكِ
فلم تلبسين سيدتى
ثلج الشتاء

وأنا رجل بحرارة الصيف
فكيف اللقاء
فاخلعى الثوب سيدتى
وادخلى فى شرايينى
وأشعرينى بدفء الهواء
إنى أحبكِ سيدتى
وما أردت عشقا لكن
إرادة السماء
فهبينى قمحا ولوزاً
وعنبا من شفتيكِ
لا تغنينى عن شفتيكِ
جميع جميع النساء
فكلهن يترقبن حزنى
فلا تجعلينى أضحوكة
بفم الجوارى والإماء
أحبكِ رغ عنكِ
فهل تُرانى أطلب
منكِ المحال؟!
كنتِ طفلة ولا زلتِ
وما أجمل الأطفال
نعم قد استدار نهدكِ

وظهرت تضاريس جسدكِ
واشتهاكِ كل الرجال
إنى أقولها بأعلى صوتى
أحُبكِ أحُبك أحُبكِ
فلتدق أجراس الكنائس
أجيبى أيتها التمثال
وتحدث عن تلك الأنوثة
القمر والعصافير والسهول
وأهرامات مصر والجبال
أحبكِ رغ عنكِ
وأنا سيد الصبر
أسير إليكِ مولاتى
سلى طائر النورس
فوق البحر
ما كنت أحسبنى هائما بكِ
إلى ذاك الحد
ولا أدرى
فارحمى عاشقا متيماً
يزحف إلى عينيكِ
يا شبيهة البدر

(36)

رسالة إلى نساء الأرض


أما زلتِ لا تعلمين يا سيدتى
أن كل جنس الرجال أقبح؟
وأن ما يهم جميع الرجال
أن العروة على الصدر تفتح؟
لا تندهشى ولا تتحيرى
ولا تصدقى كل ما كان يُطرح
فى روايات الغرام القديمة
والعصفور الذى بشدوه يصدح
كل الرجال يا سيدتى بالدنيا
إلى ممارسة الحب يطمح
وعندما ينتهى من امرأة
يبحث عن أخرى ليفرح
لا تصدقينى إن قلت يوما
إن كلامى فى العشق أوضح
ما أنا إلا كاذب مخادع عربيد
وكل إناء سيدتى بما فيه ينضح
أما زلتِ لا تعلمين يا سيدتى
أن الرجال معظمهم سكارى؟
وأن قصص غرامهم زائفة

قصص كتبت بدماء العذارى؟
ليس فيهم قيس ليلى
عذرى فى هواه ولا دعاره
يعزفون كلمات الهوى شعراً
ولا يعرفون حقيقة إلا شعارا
أما زلتِ لا تعلمين ياسيدتى
أم تتجاهلين غريزة الإنسان؟
تمنعى مرة ولو كنتِ راغبة
اجعلى الفرسة تنهر الحصان
اجعلى الورود تنمو بساتينا
فما أجمل الورود فى البستان
إذا لم يقطفها بغدر كل عابر
ويتلقاها بالقبلات والأحضان
يتمتع بعطرها وجمال أنوثتها
يعتصرها بكل إصرار وعنفوان
يشربها كما دخان السيجار
ثم يسحقها يرميها بلا عنوان
فجميع الرجال مزدوجى العشق
يضاجعون ليلى وهند وسوزان
لا فرق عندهم كلهن سواء
ياليتهم قرأوا مرة سورة الرحمن

(37)


اطلقيها اطلقيها
رصاصة الرحمة
أعنيها
فى سويداء القلب
بلا رحمة
اقذفيها
بحق دموعى
وعزى وخضوعى
افعليها
بحق ما أنشدتكِ شعرى
بحق الليل وسهرى
ضعى حدا لآلامى
التى أعانيها
بحق موسيقانا
وأغاريد هوانا
ودفاترى التى
رسمتك فيها
أيا رصاصة الرحمة

بعذاب قلبى
اشتريها
يا معذبتى وقاتلتى
حياتى كلها
بيديك أنهيها
رصاصة رحمة
من غيرك حبيبتى
لفؤادى يهديها
رصاصة رحمة
أرجوك معذبتى
اطلقيها اطلقيها

بشاعة ألانتظار
بشع جداً
هو الانتظار
وأبشع منه
قبل أوانه
تقطف الثمار
ما عدت أرفع سيدتى
سيف الانتصار
ما عدت أعرف ما الفرق
بين الشهادة والانتحار

الحب ملحمة كبرى
تيار ضد التيار
وإعصار يتبعه إعصار
وليل كئيب كئيب
ما له نهار
من أوهمك سيدتى
إنه بيديك القرار
من أوهمك أنكِ
ستقتلينى ثم
تلوذى بالفرار
ضريبة عشقكِ أدفعها
أشواك بدل الأزهار
وعذاب ودموع تجرى
كما مجرى الأنهار
سأبقى أحبكِ بالرغم
ما جعلتى فى عينيّ
من ذل وانكسار
وذرات غبار
سأبقى أحبكِ
لأنى أحبكِ
وأنتِ تحبين

بريق السوار
سأبقى أحبكِ
رغم ما أقمتيه
بيننا من جدار
سأهدمه حبيبتى
وأقبلك ألف قبله
وأقيم معك حوار
وما أجمل أن يكون
بين الرجل وأنثاه
هذا الحوار
لا تخشى شيئا حبيبتى
فلست هارون الرشيد
ولست الوريث الشرعى
لما أسموه شهريار


(38)

سقطت غرناطة العشق

لأنى رجل أحمق
وأنتِ امراة حمقاء
ما عدنا نفرق
بين الغدر والوفاء
بين الذلة والكبرياء
بين الحب العذرى
وبين الاشتهاء
أضعنا أرض الأنبياء
التى كان فيها اللقاء
وغزونا الفضاء
ما هذا الغباء
سقطت غرناطة العشق
لأننا ضعفاء
لأننا جبناء
نمى الكبر فينا
حتى السماء
تخيلتى أنكِ سيدة أولى
لأنكِ حمقاء

ولأنى أحمق
ظننت ذاتى من الأمراء
فسقطت غرناطة العشق
بين فرحة وبكاء
بين سعادة وشقاء
لم لا نعود حبيبتى
إلى بستان الصفاء
حيث أنبتنا زهورنا
فى رحم الصحراء
وزرعنا أشجارنا
فصارت أرضنا خضراء
لنعد حبيبتى عاشقين
قبل عتمة المساء
لست أحمقا حبيبتى
ولستِ امرأة حمقاء


(39)

لم أقرأ فى التاريخ عن رجل متمسك بالسلطة مثل رئيس مصر
المخلوع فلم أجد إلا السخرية فى قصيدتى علها تقنعه بالرحيل
عنا يكفى ثلاثين عاما من النعيم فى ظل حكمه الرشيد
أشرف محمود

ا ر حـــل

ارحل يا سيدى لأننا
شعب لا يستحق السلام
لا نستحق ما وهبته لنا
من قصور وجواهر وخيام
لا نستحق كرامة وهيبة
وهبتها لنا طواعية
طيلة ثلاثين عام
لا زوار فجر
ولا سجون
ولا سياط تلهب ظهرى
حتى الجنون
أشهدت أنك كنت
وأنا ابدا لم اكون
ارحل يا سيدى لأننا
شعب مصاص دماء
وأنت شريف جدا
بل أنت سيد الشرفاء

من قال إنك لص
فهو عميل من العملاء
فأنت نبيل يا سيدى
وجميع من حولك نبلاء
هو الحسد يا سيدى
وغباء ما بعده غباء
ارحل يا سيدى كفانا
قد دفعنا الثمن
لا يوجد شعب بالدنيا
لاقى ما لقينا من محن
أصبحنا بفضلك سيدى
بلا هوية.. بلا وطن
كل يراود بكارتنا
حتى أصابنا الوهن
ارحل يا سيدى فقد
غاصت بالأعماق الباخرة
ارحل ولا تبقَ بيننا
فالجموع ثائرة
بينهم أرملة
تدعو عليك بحرقة
وعين الله ساهرة
ارحل يا سيدى وتلك
نصيحة أخيرة
قبل أن تحترق القاهرة

(40)

فى بلد أجنبى

طلب منى الشرطى
هويتى العابرة
فقلَّب أوراقى
بابتسامة جميلة
قائلا: أهلا بك
يا ثائرا من القاهرة
علمنا كيف الثورة
وكيف تبحر
رغم الأمواج الباخرة
علمنا كيف الثورة
وكيف تطير
رغم الرياح الطائرة
يا من صدرت الثورة
إلى بلاد القمع
وإلى مياه
كانت من قبل فاترة
علمنا كيف الشعب
يأخذ على عاتقه

كيف يخلع الأباطرة
علمنا كيف الشعب
يثور لأجل حريته
فيغتال كبر الأكاسره
علمنا أيها المصرى
فجميع بلدان العالم
اليوم لك شاكرة
بعد أن كانت وعذرا
لك ناكره
آه يا ابن القاهرة
ليت كل عواصم الدنيا
تسمى لأجل نخوتكم
باسم القاهرة

رقم الإيداع 2820 / 2012
الترقيم الدولي 2- 20 - 5077 - 977 - 978

يتـــــــــــــــــبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق