أحبك بصمت الأحزان
أشرف محمود
الطبعة الأولى
1433 ه/ 2012 م
إهداء إلى.....
المرأة التى شكلت حياتى وجعلتنى رجلا منذ طفولتى
إلى.....
من أرضعتنى من صدرها لبنا ولوزا وزبيبا
إلى.....
أغلى نساء الأرض
إلى.....
أمى الحبيبة السيدة/ دولت الشيمى
أشرف محمود
مقدمة
قال الفيلسوف: )أي نفس لم يشرق الحب فيها هي نفس لا تدرى
ما معناها(.
ومن هذا المنطلق نستمتع أن نقرأ لشاعرنا الجميل شاعر الياسيمن
أشرف محمود فى ديوانه الأول الذى يطالعنا بباقات نرجسية جميلة
وفواحة من خلجات النفس والروح، ونبض الوجدان ينثرها الشاعر
في قلوب قرائه بكل ما تحمله تجربته الإبداعية من بكارة، وعفوية
وانطلاق.
بمنهجية اتجه بكل مشاعره وأحلامه وتطلعاته إلى معبد الحب
لاذ به، فوجد سلواه وعزاءه في مناجاة الحبيب، الرمز الذي يجسد
أشواقه ونوازعه فيطلق العنان لهمساته مرسلا تراتيله العذبة ونجواه
وكأنها شظايا روحه المعذبة ونزف قلبه الجريح الهائم يرسل شاعرنا
المتألق عفويته بلا رتوش يحدوها صدق المشاعر وعذوبتها وحرارة
الوجدان.
لنا أن نستمتع بهذا الديوان على أمل أن نلتقى معه فى دواوين
أخرى قريبة بأذن الله تعالى متمنين له التوفيق ومزيدًا من الإبداع.
محسن مصطفى
(1)
أحبكِ بصمت الأحزان
أحبك بصمت الأحزان
يا أجمل زهرة بستان
يا امرأة جعلت ذاكرتى
تذكر ذاكرة النسيان
يا امرأة تحمل بيديها
أنقى صكوك الغفران
وأخذتنى بعبير أنوثتها
حتى حدود الهذيان
أحبكِ يا من أهدتنى
قلم الشعر دون أحد
يا من أهدتنى وساماً
ونقشتنى حبيبا للأبد
وإنى لأسمع صوتك
فيشفى آلام الجسد
عذبا شجيا يشدو
هبة من الله الأحد
أحبكِ بثورة المحبين
بنبض فؤادى الحزين
بعيون تمطر لؤلؤاً
يرتوى منها العاشقين
يا أجمل امرأة بالدنيا
عطرها فاق الياسمين
آه يا ربيبة الحسن
آآآه لو أنكِ تفهمين
(2)
أبجدية العشق
صاحبة السمو أحبكِ
وقبلكِ أبداً ما أحببت
مثلت دور العاشق
لكنى أبداً ما عشقت
آمنت بكِ ملهمتى
وبكل النساء كفرت
أيصلبونى لأنى أحبكِ
فعلى الصلبان أقمت
أيشنقونى لأنى أحبكِ
أحبكِ ومرحبا بالموت
ماذا أقول مولاتى
وأنتِ أجمل ما أبصرت
شفتاكِ وقودا نارياً
وبتلك الشفاة احترقت
نهداكِ برتقال يافوى
وقدماكِ أجمل ما قبلت
خصركِ الباريسى أحبه
وبشعرك الأسبانى تغنيت
ارتديت قميص العشق
وأجمل قصائدى نظمت
علمتك أبجدية العشق
وفوق مياهكِ أبحرت
درست فن الإبحار
ومع الأمواج تراقصت
ووقفتى باسمة شفتيكِ
ويا كم بشفتيك تعطرت
قلتى أشكر شفتايا
فطرت إليها وشكرت
(3)
إلى ذلك التمثال الذى صنعته من خيالى أهدى قصيدتى
أبداً لن تكونى
خائنتى
أبداً لن تكونى
عقلى أو جنونى
لستِ سوى تمثال
صنعته من خيالى
ومن ظنونى
وبعض خمرى
وإدمان أفيونى
كان لابد لعينيك
أن يشكرونى
كان لابد لشفتيكِ
أن يعبدونى
لستِ سوى عقرب
لدغنى وخدعنى
واغتال ضى عيونى
يا امرأة
تعشق بألف لغة
وجميع عشاقها قتلونى
يا امرأة
خدعتنى.. خانتنى.. سجنتنى
داخل أسوار شجونى
(4)
أحبكِ جداً
يا امرأة علمتنى الكثير والكثير
وألبستنى تاج عز
وكأنى توجت فوق العرش أمير
جعلتنى أطير فرحا
جعلتنى قمراً بين النجوم منير
إنى أصبحت عاشقاً
وأمسيت عاشقاً
وبين الربيع والخريف يوم مطير
أحبكِ جداً
وأصبحت لأجلكِ شريف شريف
وأعلم أنك طاهرة الثوب
وأن لسانكِ عفيف عفيف
وأنك عبيرا يفوح شذاه
وإنى رجل أمام جمالكِ
أقسم أنى ضعيف ضعيف
وأنتِ الربيع وأنتِ الأمل
أما أنا فرجل باكٍ
أمضى وحدى نحو الخريف
أحبكِ جداً
وأعلم أن هواكِ بريء بريء
وأن قلبكِ ينبض عشقاً
ويحمل همساً رقيق رقيق
وأنكِ أردتى منى صدقاً
أن أكون أوفى صديق
إلا أنى كنت غبياً
وأردت منك مالا يطيق
فرأيت دموعكِ كنهر جارى
تغسل ذنبى.. تطهر قلبى
ترشد نبضى لطهر الطريق
أحبكِ جداً
وأنتِ المنى وأنتِ الأمل
وأنتِ العشق بلا خداع
بلا زيف أو دجل
وأنتِ الربيع لكل الفصول
وأنتِ بداية العشق ونهايته
رغم الحياء ورغم الخجل
وسأبقى أحبكِ رجل عاشق
إذا نظر فى عينيك ثمل
أحبكِ جداً
لأنكِ نهر دائم العطاء
ولأنك قمرا ينير السماء
وأنكِ امراة نادرة الوجود
جعلتنى أراها سيدة النساء
جعلتنى أبكى شوقاً إليها
وأطير فرحاً عند اللقاء
جعلتنى أذوب حنيناً إليها
يا امرأة فى جوهرها
تحاكى جمال مريم العذراء
(5)
احذرينى
احذرينى
فأنا لست قديسا
ولم ترسلنى
السماء نبياً
احذرينى
فما أنا إلا عاشق
لكن عشقى
يا سيدتى همجياً
فدعينى
آخذ القبلة عنوة
ما أجمل القبلة
من مهرة عربية
وأنا حصان عربى
ليس لى لجام
أنا شامى الأصل
أو هرماً مصرياً
أنا حدائق بابل
وتمر العراق
وسجاد فارسيا
أنا عطر فرنسى
وثور أسبانى
وماضى أندلسيا
فلا تحاولى
أن تفهمى شوقى
أو أن تقرأى شعرى
فلا توجد امرأة
فى الدنيا
فهمت قصائدى
إلا إذا كانت
مسافرة بين يدياً
(6)
أحزانى
أمواج العالم تأخذنى
حتى شواطئ أحزانى
فأكتب فى عينيكِ شعراً
وأهديك أجمل ألحانى
يا أجمل امرأة بالدنيا
صارت شفتيكِ أوطانى
أنى معذب فى الدنيا
فكيف ترضين بأشجانى
فهبينى من شفتيكِ لوزاً
فنور بدركِ أعمانى
ونهر حبكِ سيدتى
يسرى داخل شريانى
وفؤادى ينزف ألماً
يا امرأة اخترعت نسيانى
يا هبة الله يا أملى
يا نورى يا نارى ودخانى
ماذا أقول بعد سيدتى
فالشوق إليكِ أضنانى
ماذا أعطيك سيدتى
غير شكى ويقينى وإيمانى
ماذا أعطيك سيدتى
سوى هذا الحب وأحزانى
(7)
العاشق رقم 114
فى سجلات سجن حبيبتى
أنا العاشق رقم
مائة وأربعة عشر
ولم أكن أدرى أننى
مجرد رقم قد يزيد
مثل أوراق الشجر
فحبيبة قلبى ملهمتى
تعشق باسم القدر
تقتل باسم القدر
تعشق كل رجال الأرض
فإذا ما أنتهت منهم
بحثت عن غيرهم
فوق سطح القمر
أنا العاشق رقم
مائة وأربعة عشر
فى سجلات سجن حبيبتى
يوجد اسمي
بين ألوف الأسماء
توجد بسمتى ودمعتى
بين ألوف التعساء
جميعها لم تعرف معها
إلا العذاب والشقاء
وجميع أنواع البكاء
هى جميلة جداً
وكريمة جداً
فى العطاء
تهب رحيق أنوثتها
لمن يشاء
وكيف شاء
أنا العاشق رقم
مائة وأربعة عشر
فى سجلات سجن حبيبتى
مكتوب فيها
مرحبا بجميع الزائرين
لمن يحمل برميل بترول
أو قلادة ذهبية
أو زهر الياسمين
تفتح باب سجنها
بالدولار والدينار
بالترحاب والعناق
وفنون الحنين
وعندما رفضت سجنها
أصدرت مرسوما
ببراءة العاشق المسكين
إلا إنها أهدتنى
فى ظهرى متعمدة
حد الخنجر والسكين
أنا العاشق رقم
مائة وأربعة عشر
(8)
القبلات
ما زالت كلماتى فى العشق
هى سيدة الكلمات
وما زال صراخى فى هواها
أعلى من كل الطلقات
إنى أحبك جدا يا امرأة
وهبتنى شهد القبلات
أعطتنى من رحيق أنوثتها
فجعلت أناتها نغمات
أعطتنى من صدرها لبنا
يحيى مشاعر أموات
وما زال على شفتى أثراً
من فعل تلك الغزوات
عصفور يطير فوق دوحته
وينقر كل الأوقات
يحملنى الشوق إلى نهديكِ
فأنتِ الأربع زوجات
يأسرنى السحر فى عينيكِ
يأخذنى حتى السموات
تحول شفتاكِ شفتايا حطباً
فتكون كما الجمرات
نتراقص طوال الليل سوياً
على إيقاع النبضات
فإذا ما أشرق الفجر علينا
أنهينا الرقص بقبلات
(9)
وبعد اللقاء كان حتماً الفراق
على أمل أن نلتقى مرة أخرى ... وكانت تلك القصيدة
القبلة الأخيرة
ودّعينى
بقبلة أخيرة
ودّعينى كالأميرات
أيتها الأميرة
عانقينى ولا تتردى
ما أصعب الحياة
على ذات الوتيرة
إنى قرأتك
ككتاب مفتوح
بين سطوره
كلمات منيرة
ورغبة خطيرة
ودّعينى
بحرارة القبلات
بالهمسات واللمسات
بأحضان ملتهبة
كبركان ثائر
حتى السموات
يا وطنى يا زمنى
يا وصايا التوراة
أنا لا أريد النصيحة
من شفاة جريحة
فكونى صريحة
لا تدّعى أبدًا
أنكِ من الأموات
ودّعينى
واتركي لى
ذكرى شفتيكِ
فأنا مُقدَّر حبيبتى
منذ الأزل
أنى عاشق عينيكِ
ومُرود نهديكِ
فلا وداع بيننا
فوق تحمل أعصابنا
أن تودعينى
هو الموت حبيبتى
وعذاب يفنيكِ
ثم يفنينى
فلا تودعينى
(10)
المستبدة
إلى متى تلعبين معى
لعبة العاقلة
المستبدة بالقرار
وتضعين أحلامى كلها
تحت قدميكِ
وتشعلين فيها النار
وتسحقين زهر الياسمين
وتغتالين العصافير
وتحرقين الأشجار
أنا ياحبيبتى يقتلنى العقل
ويحينى الجنون
أريد أن أسحق الرخام
وأتناسى الشجون
أن أروى العصافير
وأرعى الرُمَّان
أينما يكون
فاجعلينى أحبكِ كيفما أريد
فإنى أدمنتك
كما الأفيون
آه حبيبتى لو أخذتك
فيما بين أحضانى
وزرعت فوق شاطئك
راياتى وسفنى
ذاكرتى ونسيانى
يا امرأة أهدتنى بحب
طوق أشجانى
وجعلتنى أعلن للعالم
كيف يكون جحيم الإلحاد
وجنة إيمانى
(11)
إلى تلك المرأة المجهولة والتى أضنانى البحث عنها
فلم أجدها ولم تجدنى
إلى امرأة مجهولة
إلا توجد امرأة واحدة
فى الدنيا
تغرقنى كما البحر
داخل عينيها
إلا من تحمل صفات الأنوثة
ترمينى كما الموج
على شاطئ نهديها
وتجعلنى لا أبحث عن امرأة أخرى
عن شفاة أخرى
فتكفينى بشهد شفتيها
فلست أنا من يبيع رجولته
لكل امرأة تعرض
فى سوق النخاسة
لحم شاطئيها
إنى أبحث عن امرأة
تنساب كما المطر علىّ
تبارك جحيم الحب
وتذوب بين يدى
وترفض أحكام قبيلتنا
وتنام داخل عينىّ
وتتحدى سيوف الخليفة
وأكون لديها وتكون لدىّ
كما التمر ونواته
كما القلب ونبضاته
كما البحر وموجاته
كما النجوم والقمر
كما العصافير والشجر
كما النسيم والسحر
كما وجه مريم النقىّ
أيمكننى أن أجد امرأة
تؤنسنى داخل مخدعى
تداعبنى وأداعبها برفق
وتكون كالخاتم فى إصبعى
تغفر لى كل مزاعمى
لا تهتم بحجم غنائمى
ولا ما اقترفت من جرائمى
وتقلبات فصول مواسمى
وتكون فى ابتساماتى معى
وفى أحزانى معى
وأرفع فوق سفينتها
عند اشتداد الريح أشرعى
(12)
الياسمين والبترول
أنانىٌّ أنا
مع النساء
ومع الياسمين
عطرى موجود
بين سطورى
يعرفه العاشقين
قدت حرباً ما بين
شعرى وشعورى
انقلابا عسكرياً
داخل أمواج بحورى
لعلك تفهمين
لعلك تدركين
حاربت لأجلك
تقاليداً بالية
وضعها الأقدمين
يدمنون الخمر
والحشيش والأفيون
ويتمسحون فى
تعاليم الدين
صوت المرأة عوره
شعر المرأة عوره
قدم المرأة عوره
ويوئدون كل نهدٍ
بلا رحمة أو حنين
ويمارسون فى الليلة الواحدة
ألف مرةٍ البغاء
مع الورود والياسمين
فى بلادى
تباع المرأة وتشترى
ببرميل بترول
ولا قيمة للنساء
وأنا من حرر الأنثى
من عبودية البترول
وفحولة الجبناء
وأنا من جعل نهديها
تقذف السحر
فتدفئ ليالى الشتاء
المرأة هى حبيبتى
وملهمتى وعشيقتى
وليس للبترول عزاء
المرأة هى حياتى كلها
هى نبع الماء
أطير بسمائها
وهل يطير الطائر
دون غناء
والأنثى تدب الحياة
فى الصخر
وتملأ بعينيها
الأرض رخاء
فإن قتلتموها
فاقتلونى معها
لا حياة لى
من غير نساء
(13)
فى يوم الثورة بكت شجرة
أشعر بالحزن العميق لما يحدث فى مصرنا الغالية من تخريب ودمار
وحرق للأشجار واغتيال الأزهار.
رأيت شجرة تحترق فوقفت عندها أتذكر كم كانت جميلة قبل أيام
أسمع منها زقزقة العصافير ...
فكتبت كلماتى على عجل
فى يوم الثورة
أسير بلا خطوات
تسقط منى العبرة
وتليها أحر العبرات
حدثتنى شجرة
هاجرت منها العصافير
والأغصان والورقات
قالت فى حسرة:
لم أحرقتم أغصانى؟
كيف هان عليكم
أن تتنفسوا دخانى؟
يا أسعد الناس بقتلى
واغتيال محصول بنيانى؟
قلت: سيدتى عفوا
ما كانت تلك نيتى
كنت أريد تغييرا
يرفع للعالم هامتى
كنت أريد رحيلا
لفرعون يحكم مدينتى
ياه .. كم قتلنى.. صلبنى
حتى جعلنى مجنون
جعلنى أسكن مقابرا
وبنى فنادقا و سجون
من يتكلم يشنق
ولا صدر للشعب حنون
بكت الشجرة قصتى
ودعت العصافير واليمام
فشاركوا جميعا ثورتى
ضد جحافل النظام
وهرب البوليس السرى
فكان أضحوكة الأيام
(14)
جريمة أمن دولة
نحن شعوب احترفت
أن ترقص على
أنغام الطبلة
وعند منتصف الليل
تقام على أشلائنا
ذات الحفلة
لأن ضحكاتنا وبسماتنا
جريمة كبرى
تمس أمن الدولة
فكل مُواطن فى بلدى
يتبعه مخبر سرى
معه حيث كان
كما ظله
وهناك عبارات
إن قلتها أو غيرى
قتلونى عمدا
وشنقوا قوله
هذا ما نسميه يا ساده
فى بلادنا ..
إجرام الدولة
لا تقدر فى بلادى
أن تكتب شعرًا
أو نثرًا أو جملة
إلا تمجيد السلطان
وحذاء السلطان
وابن السلطان
ونكون تحت الأقدام
كما النملة
ولابد أن نقدم زوجاتنا
كجوارٍ .. عل وعسى
يحتاج الوالى
إلى تغير القِبلة
(15)
اسمحى لى
اسمحى لى
أن أشتاق إليكِ
أن أبكى قليلاً
داخل عينيكِ
أن أضع رأسى قليلاً
فوق نهديكِ
أن أجثو كقط مستكين
تحت قدميكِ
أن أذوب كالسكر
بين يديكِ
ثم دعينى أطير
حتى شفتيكِ
وأُلثم وجنتيكِ
اسمحى لى أن أسافر فيكِ
حتى حدود الخيال
وأن ألتقى فيكِ
ما بين النهر والزهر
وما بين الرضا والقهر
وأحطم عنكِ الأغلال
أكتشف معنى الجمال
أسألكِ بربك أتحبينى؟
وأكرر فى اليوم الواحد
ألف مرةٍ ذاك السؤال
اسمحى لى
أن أدنو منكِ
وتتعانق أيادينا
سيكون لقاءً أسطورياً
وما أجمل تلاقينا
كاد البعد يقتلنا
عسى اللقاء يُحيينا
ظامآن نحن فى الهوى
فمن سوانا ملهمتى
يروى أراضينا
من سوانا حبيبتى
ينبت العشب فينا
يا أجمل نساء الأرض
متى نحقق أمانينا
(16)
امرأة رأسمالية
قالت: عذراً لا تحزن
أنا امرأة رأسمالية
العشق عندى أرصدة
وشيكات.. وأوراق نقدية
ليس العشق
كلمات .. أشعار .. أحلام وردية
الحب يا شاعرى صفقة
كأى صفقة تجارية
والقبلة هى هرمونات
فى جسد البشرية
ونهدى ليس أسطورة
كما تصورها الرومانسية
أنا امرأة تَقَدُّمِيَّة
ولست امرأة رجعية
ما أنا غادة الكاميليا
ولست رابعة العدوية
ولست ليلى أو هند
أو مريم المجدلية
بسيطة جدا يا سيدى
لكنى امرأة رأسماليه
(17)
امرأة عذراء
اغتسلى حبيبتى من ذنوبك
داخل أحداقى
داخل عيناي يا موج البحر
يخبرك بأشواقى
فلنناقش سويا قضية العشق
وأنين العشاق
ولندعوا العالم كله لمناظرة
أعلن فيها احتراقى
أعلن فيها استسلامى لعينيكِ
ففى عينيك إغراقى
فلنعلن الآن إعلان الهوى
ولتعلم نجوم السماء
ولتشدو كل عصافير الدنيا
بأجمل أنواع الغناء
ملهمتى أعلنت اليوم عشقها
وتمادت فى العطاء
قالت: أحبك يا سيد الشعر
يا عطر الرجولة الفيحاء
هى أميرة الحسن وربته
وكأنها امرأة عذراء
ناجتنى فى حلمها هامسة
هِبنى قبلة المحبين
إنى ظلمتك عمرى كله
أيا شاعر الياسمين
يا رجلاً عشقته نساء الأرض
وصار رمزاً للعاشقين
أحبك حباً لا مساحة له
منذ عهد السابقين
يا أميراً وشاعراً وسيداً
فوق رجال العالمين
امرأة عشقت إذلالى
لن أشكو إليكِ
ما صار إليه حالى
لن أبكِ أمامك
وألح فى سؤالى
ولن ترى أبدًاً
قبحى بعد جمالى
يا امرأة اغتالتنى
يا امرأة عشقت إذلالى
لن أروى أبداً
حكايات الغرام
وأعيد على سمعكِ
قصص الأقزام
وروايات ألف ليلة وليلة
وكيف هى تشكيلات
أسراب الحمام
وكيف هى الزهور
تحكى قصص الهيام
دون كلام
وحكايات سندريلا
وسندباد بغداد
والحزن والابتسام
أنا ما عدت أدخل بحرك
بعد الآن
لن أتحمل يا حبيبتى
بعد اليوم.. الأشجان
فدموعى تحجرت
وسعادتى تحجرت
وابتسامتى تحجرت
فأنا كنيسة بلا صلبان
ودير بلا رهبان
ومسجد سيدتى بلا أذان
أنا يا حبيبتى من أضاع
من تحت قدميه
آثار الكرة الأرضيةِ ومزقت لأجل بعدك
بطاقتى الشخصية
وهويتى العربية
لم يعد لدى لغة
أتكلم من خلالها
أو أى حروف أبجدية
فأنا أُصبت لأجلكِ
بمرض الحب بالقلب
وكذا ما يسمى
بالذبحة الصدرية
فهل علمتى الآن
مدى عشقى
يا أيتها الدمية
يا أيتها المرأة الغبية
امرأتى الحلوة
أجلس بالساعات
ومن حولى
تمكث آلاف الأفدنة
من المهدئات
تشربنى فناجين القهوة
تشتمنى.. تصفعنى
تدفعنى حتى اللؤم
كما لؤم الفتيات
تبنى حولى أسوارًا
من الأفيون
وتجرى حولى أنهارًا
من المسكرات
وكؤوس الفودكا تتراقص
تستجدى كل الرغبات
وأنا منكسر منتظر
امرأتى الحلوة
تلك التى على شفتيها
أحلى القبلات
تلك التى فى نهديها
أرقى الحلمات
تقلدها فى مشيتها
كل نساء الأرض
فترقص الأرض
من الخطوات
وأظل أجلس بالساعات
فوق قصيدة شعرى
فوق الكلمات
يا امرأة علمت النسوة
أن تاء التأنيث
أعلى من كل الرايات
أن تاء التأنيث
تحكم كل القارات
وأن كل دجاجة بالدنيا
هى وسام ونيشان
وثورة حريات
ألا يكفى يا هبة الحب
أن أنتظرك
فى كل الأوقات
أن أنتظرك كيوم عيد
رغم أنى نسيت
كيف الأعياد
وسأبقى يا سيدتى منتظر
سنوات وسنوات وسنوات
وتمر اللحظة فى بعدك ساعات وساعات وساعات
(19)
امرأة بلا قلب أو شرف
كانت تهوانى
تعشقنى
ولم أكن أدرى
أنها تسعى
لتقتلنى
كانت تطوق
خصرى
فتحطمنى
نيران الجسد العارى
كانت تحرقنى
***
عندما كانت تقبلنى
كنتُ أرتجف
وكانت قبلاتها سُمٌّ
على فمى
يسيل وينجرف
فأشعر وهى تقبلنى
بسكرات الموت
وأن روحى تنخطف
كنتُ أظنها طاهرة
ولكنها امرأة
بلا قلب أو شرف
كانت تداعبنى
تحاورنى
ترقص عالطبلة
وتعزف عالجيتار
شهوتها كانت
تحاصرنى
ليل نهار
وعطرها
قنبلة موقوتة
فكيف أستنشق
من دخان القنابل
عبير الأزهار؟
كيف أمارس الحب
وكل العصافير
طردتها الأشجار؟
اليوم تلعننى
وقبلاتها ما زالت
فوق الشفاه الحائره
اليوم تلعننى
وما زالت يداها
وبصماتها نقش
حول الخاصره
فاهدئى سيدتى
أنى كرهتك
وكرهت وجودك
داخل الذاكره
يا من ذبحتنى
من الوريد إلى الوريد
فلم تعد أبداً
تلك المرأة الطاهره
(20)
أنشودة حياتى
إلى بدايتى ونهايتى .. أهدى قصيدتى
جنونى بكِ فاق الجنون
وحبى لكِ فاق الظنون
ما لى أرى قلبى طفلا
يعشق فيكِ قلباً حنون
ينبض باسمك ويسعد بكِ
يتعلم منكِ معنى الفنون
إنى طائر الوروار حبيبتى
أشكو لكِ ليل الشجون
اليوم أحبكِ كما لم أحب
فهل تراكِ مثلى تعشقين
ماذا أقدم هداياي إليكِ
سوار الماس لو تقبلين
حياتى كلها هدية عينيكِ
وفوق منها زهر الياسمين
يا أجمل عطر فى الدنيا
يا الأشهى بين نساء العالمين
أصبحتى حبيبتى بلحم كلماتى
أصبحتى بداية لكل نهاياتى
فأنتِ سلامى وغزوتى الكبرى
آه لو تعلمين روعة غزواتى
أدير فيها مفاتيح الهوى
فيصير الحب أنشودة لحياتى
فمك الجميل سأزوره يوماً
وأتناسى أنكِ أنتِ مولاتى
يتـــــــــــــــــــــــبع
رقم الإيداع 2820 / 2012
الترقيم الدولي 2- 20 - 5077 - 977 - 978
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق