الجزء الثالث والاخير
(41)
عاشقة
قالت: أحبك يا شاعرى لكنى
أخاف أن أنقض عهدى
فإنى أعطيت للهوى ظهرى
بعدما ذبلت حدائق وردى
بعدما أصبحت ذكرى امرأة
وستعشق ألف امرأة بعدى
يا أميراً وسيداً فوق عرشى
أبداً لم تكن يوما عبدى
أنت أغلى جوهرة امتلكتها
ولست تدرى رصيدك عندى
لأنى أحبك يا سيدى جداً
فكن معى لا تتركنى وحدى
لا تبالى بقسوتى أو بهجرى
إن القلب يناديك وذاك صوتى
إنى أحبك يا رجلاً ثائراً حالماً
ويحبك حتى جنونى وحقدى
(42)
غدر الأوفياء
لأنى أحببتك وكنتِ غايتى
ضيقتى من تحتى أرضى
ومن فوق رأسى سمائى
ووهبت لكِ كإيزيس سكب دمعى
فانتشيتى سعادة بحزنى
وركبتى بحور الكبرياء
وعلى ضفاف أنهار عذوبتى
ارتويتى من فيض حبى
ثم سخرتى من لقائى
لا تدعى بعد اليوم عفة
لا طهر صار فى الأرض
بل عهر وغدر نساء
إنى راحل أيا سيدة الثلج
وايم الله لن أبقى
وما يحلو لى معك بقائى
بستانك الجميل قفر قاحط
يرعى به كل ذئب
خير منه كهوف صحرائى
مضيت إليك يوما عاشقا
وما حفلتى يوما بمقدمى
رغم قربانى وشديد رجائى
داعية الأحزان لا أهلاً بكِ
فى دنيا خلود الهوى
ما عاد دُجيِ بعد ندائى
لن أعشق بعدك يا امرأة
كلا وحق عهد اخلاصى
لكنى أنهيت قصة وفائى
وسأبقى دوما مهذب سمح
هادئ الطبع عاشقا لصمتى
يا صوتا مر زائراً بفضائى
يا نوراً كنت أظنه نوراً
ولم أدرِ لسوء حظى
أن الغدر طبع الأوفياء
(43)
فى انتظار المطر
وتأتين سيدتى
كما يأتى السحاب
يحمل المطر
فتنبت الأرض
ويورق الشجر
وتغرد العصافير
ويبدع الوتر
وتلمع النجوم
ويكتمل القمر
وتصبح سعادتى
قضاء وقدر
ثم ترحلين
وكأنك ما كنتِ
بين ذراعيّ
تهدينى الثمر
فأبحث عنك
لكن بلا خبر
أو أثر
فأعود حزينا
من رحلة
قضيتها هائما
ما بين البيد والحضر
وأبقى فى انتظار
أن يأتى السحاب
مرة أخرى
يحمل المطر
(44)
قاتلتى
أنت أمنيتى
ونسيانى وذاكرتى
أحبك نسمة هواء
متفردة بين النساء
فل أصبحتى
بعد العشق قاتلتى
أبكيك ليلى ونهارى
وأكتب فيك أشعارى
فكيف يا مولاتى
يكون الحزن عاقبتى
تموج داخلى أناتى
وأمضى بدرب سكراتى
وتبقى رغم البعد
فى القلب ساكنتى
من غيرك تهوانى
تحمل عنى أحزانى
وترسم صورة العشق
بالدم داخل أوردتى
إنى ما زلت أهواك
أبكى يوم لقياك
ويسيل الدمع نهرا
يشق لحم أوديتى
فيبكِ عصفور الشجر
وتبكِ الشمس والقمر
فحنانيك حبيبتى
يا مولاتى وسيدتى
(45)
قبلة الخداع
عذراً لست أنا
من أفتح لكِ أبوابى
فلا تحرقى أعصابكِ
ولا تحرقى أعصابى
اعتزلت الحب فيكِ
وحطمت فناجينى وأكوابى
غادرة الفؤاد عذراً
كفانى منك عذابى
قلتها ماذا تريدين
يا امرأة أبداً لا تُقهر
أنا لا أقول خائنتى
إلا الذى به أشعر
هو فى مثل لؤمك
ذئب فى ثوب أخضر
كنتِ قطتى الشامية
كنتِ الملح والسكر
سعادتى كنتِ وعذابى
ودمع يسيل بعينيَّ
وهبتك زهورى وأشواكى
أطبقت عليها بيديَّ
قبلة الخداع أرفضها
أسحقها أسفل قدميَّ
إنى اخترت رحيلى
واغتالت بسمة شفتيَّ
(46)
قبلة العشق
وكان حديث أطول نخلة عراقية
وأجمل من أنجبت بغداد فى لقائنا الأخير
آه منك يا رجلاً
يسير الحب معه
أينما يسير
يا من احتلّ النساء
ونَصَّب ذاته
على العذارى أمير
يحب باسم الحب
يقتل باسم الحب
وفى قصائده عبير
مثلما للزهور عبير
أسيرة عشقك أنا
فيا سيدى الأشهر
متى تكون لديّ أسير
فأنا بين يديك
أصبح طفلة
لا تعرف معنى العقل
وأحبك حبا كتبوه
عن ليلى طبق الأصل
يا قمرا بسمائى
ودائى ودوائى
يا طعما لذيذاً
يفوق شهد النحل
يا زهر بستانى
وذاكرتى ونسيانى
ولمخاض المرأة
رطب النخل
يا سيدى إنى أحبك
حتى الإغماء
أعشق تفاصيل وجهك
يا من عرفته طاهراً
كما مطر السماء
فأغرقنى فى حبك
إنى أريد الارتواء
يا الذى ارتديت له
جميع فساتينى
الصفراء والبيضاء
السوداء والحمراء
فقبلنى قبلة العشق
تلك القبلة التى
بغير انتهاء
(47)
كونى معى
كونى معى
كى يبرد الهواء
وتشدوا الطيور
وتمطر السماء
وتتفجر تحت قدميك
ينابيعا من عطاء
وترعى على حشائشى
أجمل الظباء
وتتفتح الزهور
وتطير الطيور
وتصدح بالغناء
كونى معى
كى يبقى العفاف
ويبقى النقاء
وتبقى كلمات الحب
فى كتب الشعراء
يا أجمل النساء
يا أروع النساء
يا شبيهة البدر
فى الليلة القمراء
يا شعاع الشمس
وقمر السماء
يا نجمتى وحبيبتى
وياسمينتى الفيحاء
كونى معى
كزلزال مدمر
لا نعرف متى يرحل
أو كيف جاء
ودعى شفتيك
تهاجمنى تقتلنى
صباح مساء
أرينى كيف
تكون المراة
كما التتار
فى سفك الدماء
كونى معى
حبيبتى وسيدتى
كى تلد النساء
مهرة حرة
لا تجبن أبدا
عند اللقاء
أحبينى كما أنا
فما أنا حبيبتى
سوى بشر
ولست ملاكا
أو رسولا طاهرا
أرسلته السماء
كونى معى
حتى تكف عينى
عن البكاء
يا بيتا أعمدته الياسمين
وجدرانه من حناء
كونى معى
كى تقترن الحاء بالنون
والحاء بالباء
يا امرأة من زمرد
ومن ياقوت
يا من علمتى المرأة
معنى الحياء
كونى معى
حبيبتى ومولاتى
كى تنبت الصحراء
وكى يحمل الحمام
إلى عينيك
رسائلى الزرقاء
(48)
لا ترحلى
لا ترحلى
وتتركينى فريسة أحزانى
لا ترحلى
بدونك أفقدت هويتى
وجواز مرورى
وطيورى وعنوانى
خذينى معك
حيث شئتِ الرحيل
فأنتِ حبيبتى الطريق
وأنتِ السبيل
وأنتِ اللون الأحمر
الذى يسرى بشريانى
ليس بإمكانى حبيبتى
ليس بإمكانى
أن أحيا وحيداً
بلا بسمة أوطانى
أنتِ وطنى
فرحى وحزنى
أجمل زهور بستانى
يا صدى صوتى
يا وتر حنجرتى
أنتِ حريتى وسجانى
غدا أكون
كما كنت
فلا تتعجلى هجرانى
آه عشيرتى من
منكم يرجوها
حتى تبقى
ربيعاً لبستانى
لا ترحلى
حبيبة العمر
لا تحرقى أغصانى
لا تغتالى زهورى
يا ذاكرتى ونسيانى
لا ترحلى
يا مُنية النفس
يا عبيراً استلقى
فوق شطآنى
يا نبض القلب
يا انطلاقة الروح
يا أنغام بيانى
كونى حبيبتى
زهور جنتى
لا ثورة بركانى
فإن أبيتى حبيبتى
إلا الرحيل
فأبقى قليلاً
لتشهدى قبرى
وعطر أكفانى
(49)
فى أربعينياتى
فى أربعينياتى
وما زلتِ حبيبتى
تعامليننى
كطفل صغير
تمشطين شعرى
وتشترى لعبى
وتأخذينى فى صدرك
إذا ما كان يوما
عاصفا
أو يوما مطير
وإذا ما غضبت يوما
كما الأطفال
تشترى لى الحلوى
وصندوق الشيكولا
وزجاجة الكاكولا
وتقولين بحنان أم
أنت طفلى الكبير
كم رأيتك حبيبتى
ساهرة تنظرين إلىّ
تقبلين راسى ويديّ
حتى بكى شرشفى والسرير
وإذا ما قمت صباحى
وجدت العسل الذى
مسكنه فى شفتيك
فى صحن وبجواره
قطع الخبز والفطير
فى أربعينياتى
وما زلتِ حبيبتى
تغفرين لى هفواتى
خبرينى أأنتِ امرأة
أم ملاك هبط
إلى أرض حياتى؟
خبرينى من تكونى؟
تغفرين لى جنونى
وجميع جميع نزواتى
تنادينى يا سيدى ومولاى
والحق حبيبتى أنتِ
أنتِ أميرتى ومولاتى
فى أربعينياتى
وما زلتِ حبيبتى
تهدينى نخل العراق
وعنب اليمن
تهدينى راضية
ياسمين الشام
وتسقينى بيديك اللبن
فإذا ما ثُرتُ عليك
لأتفه الأسباب
وغضبت سرا
وهجوت فى العلن
كأن قلبك الكبير
لثورتى العارمة
بيت جميل وسكن
فى أربعينياتى
وما زلتِ حبيبى
وما زلتِ حبيبتى
(50)
عشق على الورق
اعذرينى فأنا جاهل
فى محاورة النساء
فى فهم النساء
أنا حياكا يا سيدتى
أُحِيك الملابس
ضد العراء
وأغطى قدم امرأتى
وجه امرأتى
عن الغرباء
لا تتبرمى من قصائدى
إنى أكتبها بخنجر
ملوث الدماء
لأنى محاصر منذ الأبدية
برويات وهمية
عن غدر المرأة
عن مكر المرأة
عن حقد المرأة
فنشأت أخاف الهواء
وأخشى أن أحيا
قصة حب واحدة
بين الأرض
وبين السماء
بين المطر
وبين الماء
فاعذرينى سيدتى
إن قلبت فرحك
مأتما
قابلت فيه الزغاريد
مع العزاء
والبسمة الحلوة
مع البكاء
اعذرينى
فإن عشقى كله عالورق
عشق قلبى ألف مرة
وما عشق
سرق فمى ألف أغنية
من الشفاة الجميلة
وما سرق
فعشقى سيدتى
كله عالورق
ها قد علمتى
ما قد جهلتى
فلنلتقِ حالا
أو نفترق
(51)
كنت أظنك طاعتى
كنت أنتِ حبيبتى
ومولاتى وسيدتى
والدم الراحل
داخل أوردتى
كنت بستان نخيلى
وياسمينى وزنبقتى
وما بين يوم وليلة
أوقدتِ النار
وأشعلتِ محرقتى
وبنيتِ بيديكِ حبيبتى
أسوار مقبرتى
منعتِ الماء يسرى
فى مجرى أوديتى
منعتِ الهواء عنى
واغتلتِ صوت حنجرتى
كنت أظنك طاعتى
ولكنك كنت معصيتى
(52)
رابعة القرن الحادى والعشرين
هذا صوتها
عبر الأثير نادانى
أيقظ هواها
داخل داخل شريانى
قالت: ما نسيتك
أبدا يا فارسى وحبيبى
فهل تراك تنسانى
وأصبح قلبك
هذا القلب الوردى
يسكنه حبيب ثانِ
ما زلت أحبك
يا سيدى يا نبض القلب
وطيفك يسكن عنوانى
قلت لها:
أيا طاهرة الثوب
يا امرأة علمتنى إيمانى
يا امرأة تركتنى
بحر هائج بلا شطئانِ
ما زلت أحبك
أحيا على ذكراك
يا أجمل أزهار بستانى
ما زلت أذكر
الشاى العراقى والهيل
يتراقص داخل فنجانى
أترانى ظلمتكِ
أيتها الأميرة السومرية
إذ استأذنت بغداد فيك
وأخذتك لحدود مكانى؟
أترانى ظلمتك
يا أجمل نخلة بالعراق
إذ ضممتك إلى أحضانى؟
يا ثوبا طاهرا
يا رابعة القرن الحادى والعشرين
ليس هذا زمانك
زمن العهر
زمن الفجر
زمن الغدر
ولكنه لمثلى زمانى
اغفرى لى
يا سيدة هذا العالم
فبعدك يا مليكتى
هاجرت الطيور أوكارها
وأصبح قفر بستانى
(53)
لئيمة
إنى أكره
أن أقدم لها أعذارى
وإنى لأمقت
خضوعى لها
ففى خضوعى لعينيها
سر لا أعلمه
لكنها أقدارى
متسلقة غادرة
تجيد القتل بنهديها
وشفتيها تحرق نارى
سأكتب فى كذبها
تلك اللئيمة
روائع أشعارى
فهى والشيطان
رفيقا درب
تتعلم منه
ويتعلم منها
كيف اغتيال وقارى
تلك التى بلئمها
جعلتنى أخوض حروبا
فما عدت أُفرق
بين ليلى ونهارى
وذقت لأول مرة
طعم الهزيمة
فكان انكسارى
فياليتنى إذ عزفت
ألحانى عنها
مزقت قبل اللحن
نوتتى وأوتارى
مزقت ذاك الغل
فى شفتيها
وأسقيتها سمى
كما أسقيتها يوما
عذوبة أنهارى
(54)
مجرد شاعر
قالت فى رقة:
من أنت يا رجلاً
أجئتنى كى تسامر؟
فقلت دون خجل:
أريد قبلة منكِ
فعلى شفتيكِ أقامر
فاحمرّ وجهها خجلاً
وارتعدت مفاصلها
واستدعت بعض العساكر
قالت: أوسعوه ضربا
أقبلة واحدة تريد
أيها الرجل المغامر؟
فقلت: مهلا سيدتى
إن الأولى مقدمة
والله أعلم بالسرائر
فقالت: انصرفوا ودعوه
إنه مجنون.. فقلت: لا
بل أنا مجرد شاعر
(55)
مجنون الشعراء
أنا يا حبيبتى
لا أدعى الخيلاء
ولا أدعى أنى
خرافة كبرى
تعشقها النساء
ولا أدعى بطولة فى الحب
أو فروسية عنترة بن شداد
أو جميل بثينة
كُثير عزة
قيس ليلى
لا أدعى كل ذلك
فكل ذاك غباء
وما ادعيتُ يوما
أنى عصفور مغرد
يطير ما بين الأشجار
وما بين السماء
أنا نمر فى الحب
أرأيتِ نمراً يجيد فن الغناء؟!
أنا لست عالماً بأسرار المرأة
وفنون الإغراء
وكيف تكون المرأة فى خدرها
أو عارية تماماً من أى رداء
فلا تلصقِ بى تهمة العشق
كم فى السجون
حبيبتى من أبرياء
وكم مقتول فى الحب
سيدتى دون دماء
وكم من باكٍ دون عينين
ودون بكاء
أيا فاتنة الحسن
كرهت أشعارى فيكِ
كرهت تمجيدى فيكِ
وأنتِ لا تهتمين سوى
)بسيتى استارز(
وأنواع الشراء
بحفلات يومية
ما بين أعياد الميلاد
وحفلات لشنق الأبرياء
وأنا لم أتنازل سيدتى يوما
فى الحب عن الكبرياء
تدثرى بحريرك وحدكِ
ونامى فوق سريرك وحدكِ
وتشبعى بعطرك وحدكِ
يكفينى أنى أرتديت قصيدتى
ونمت مع قصيدتى
وتعطرت بعطر قصيدتى
وأطلقوا علىّ لأجلك
مجنون الشعراء
(56)
موت شاعر
بالدمع والحسرات
والآهات والآنات
أكتب إليك اليوم
بلا صدى ولا صوت
تتوطن الآهات
تبكِ على نجوم
وأنت بالبسمات
يا روعة النبضات
وقلبى المحروم
وصالى إليكِ محال
أبكى كما الأطفال
وعيونى بالغيوم
أبكِ بدمع العين
وتسيل على الخدين
والنبض عندى هموم
يا حمام كفاية نوح
شاعر أنا مجروح
يا عشق كله سموم
يا ليل أنا سهران
من قسوة الغزلان
ظالم أنا مظلوم
يا رب يا رحمن
يا خالق الإنسان
يا حي يا قيوم
فى حلقى المرار
ولهيب هو النار
وصمتى المكتوم
وداع يا الأحباب
عذاب يُحيى عذاب
والعشق عنه أصوم
متى كف الموت
يسكن العبرات
ويسعد المكلوم
(57)
مستحيل أن أعود
مستحيل مستحيل أن أعود
إلى سحر عينيكِ والأهداب
أو إلى طفولتى فى الحب
وصراخ عشقى ورومانسيتى
ما أحلى العشق مع الإرهاب
سأمزق شفتيك ألف قطعة
وألعب معك ألعاباً وألعاب
لن أعود مراهقاً حبيبتى
أنتظر منكِ نظرة
من خلف الأبواب
لكنى سأهاجمك كنمر شرس
وأحيى أُنوثتكِ
وأحطم الأبواب
سأجعلكِ مليكة للعشق
مرسومة فى ألف كتاب وكتاب
تغسل نهديها بماء المطر
وأمحو عبارة
مكتوبة بحبر سرى
ممنوع الاقتراب
تعلمت اللعبة حبيبتى
فاشهدى أنكِ من غير لديّ
مجرى النهر وسير السحاب
اعتقلت اليوم عصافيرى
وأحرقت جميع أشجارى
وبعت كل ما لديّ
من ثياب
(58)
من أنا؟!
قالت: من تكون؟
ومن أنت؟
ومن أى سلالة
قد خلقت؟
أخلقت مثلى من طين؟
أم تراك خلقت
من زهر الياسمين؟
فأخبرنى من تكون
أيا شاعرى الحزين؟
قلت لها:
أنا ابن السادة الكرام
أنا ابن مصر الأهرام
أنا ابن هدير الموج
وهديل الحمام
أنا ابن رمز السلام
أنا ابن شعب مكلوم
أعيته الآلام
والصبر على الأيام
أنا ابن نهر النيل
أنا الفارس النبيل
شاعر يعشق الجمال
ويعشق الزهور والنخيل
والبلابل التى تشدوا
وقت الشروق
وساعة الأصيل
أنا ابن بغداد الجريحة
وفلسطين الذبيحة
أنا ابن فارس مقدام
قتله حب الأوطان
أنا ابن الأحزان
وأرض الجولان
أنا ابن جنوب لبنان
أنا ابن الوطن العربى
الذى كان وكان
أنا ابن آخر ورقة توت
فى هذا الزمان
أنا ابن أجمل النساء
وأطهر النساء
سوار العفة معصمها
كذا ترتدى ثوب الحياء
أنا ابن الشمس والقمر
ورخات المطر
وعصفور مغرد
ما بين الأرض والسماء
أنا ابن سيل الدموع
أنا ابن القهر والخضوع
أنا ابن نبضات حزينة
وأنات دفينة
أنا يا سيدتى
من عصفت به الظنون
أنا السائر مرغما
فى درب الجنون
فهل علمتى حبيبتى
ابن من أنا
ومن أكون؟
(59)
نخب خداعى
سأهديك كما كنت دوما
بعض أبياتى
وأنير دربك المظلم بالهوى
وأبقى فى ظلماتى
كونى معه رفيقة دربه
أنيرى دربه بشمعاتى خبريه عنى واكذبى كما أنت
وحورى مأساتى
قولى له بمكر لم يكن إلا
شيء تافه بحياتى
وخبريه كل كلمات الهوى
واهديه عطر كلماتى
واشربا سويا نخب خداعى
واقتلا ضحكاتى
وانتظرى بعد ساعة موعده
رحم الله معاناتى
ومزقى كل قصائدى عنك
واحرقى خطاباتى
اطمئنى أيا سيدة عشق الرجال
هدأت جراحاتى
نسيت كم غازلت عينيك
ببعض دمعاتى
فتفننى فى إذلال نبضى
واهديه بعض قبلاتى
(60)
قررت أن أترك مصر بلا عودة فما رأيت حزنا فى العيون أكبر
مما رأيته فى عين أمى وقالت لى: حبيبى إن رحلت فمن يكون
معى؟ فكانت قصيدتى وأهديها إلى أمى الحبيبة.
يا ولدى
ولدى
لا ترحل يا ولدى
وتتركنى وسط نيرانى
ولدى
أما كفاك يا ولدى
عشرون عاما من أحزانى
أنت يا ضىّ عيونى
خبر رحيلك
أحزننى وأعيانى
يا ولدى البار
من يقبل يدى
كلما يلقانى
من غيرك يا حبيبى
أهبه حبى
ونبض قلبى وحنانى
يا عصفورا مغردا
يشدو كل صباح
فوق أشجار بستانى
قل لى بربك
إذا مرضت
من يحملنى على ظهره
فيزيد بالقلب إيمانى
لا ترحل يا ولدى
فخبر رحيلك أبكانى
يا ولدى الطيب
ما ادخرت مالا
ولكنى يا ولدى
ادخرتك لزمانى
تمــــــــــــــــــــــت
بحمد الله
بحمد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق